السوداني: حزمة مشاريع فك الاختناقات المرورية ستسهم في التقليل من هدر وقت المواطنين AlmustakbalPaper.net وزير الداخلية يناقش تطوير العمل في مواقع تسجيل المركبات AlmustakbalPaper.net مجلس النواب يصوت على توصيات لجنته بشأن فيضانات دهوك وتعديل قانون العقوبات AlmustakbalPaper.net طلب برلماني الى السوداني بمنح عيدية 100 ألف دينار للمتقاعدين AlmustakbalPaper.net صندوق استرداد أموال العراق يعيد قرابة (7) مليارات دينار لوزارة المالية AlmustakbalPaper.net
المكان في روايات فيكتور هيغو.. «أحدبُ نوتردام» نموذجاً
المكان في روايات فيكتور هيغو.. «أحدبُ نوتردام» نموذجاً
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
محمد جميل خضر
في مثلِ هذا اليومِ من عامِ 1885، رحلَ، بِسبب الالتهابِ الرئويّ، الروائيُّ والشاعرُ والمسرحيُّ الفرنسيُّ، فيكتور هيغو/ Victor-Marie Hugo.
«رجلٌ نبيلٌ» من أعمدةِ الرومانسيةِ الفرنسيّة. حقوقيٌّ مشاكسٌ كَما تبوحُ كثيرٌ من أعمالِه، وَكما تبنّى مِن مواقفَ حياتيّةً؛ إنسانيةً وسياسيّة.
إنّه بحسبِ الأديبِ والمترجمِ اللبنانيّ، مُنير بعلبَكي (1919 ـ 1999)، في مقدّمته للترجمةِ التي قدّمها لِرواية «البؤساء» (دارُ العلمِ لِلملايين، الطبعةُ الأُولى 1955، الطبعةُ الثّانية 1979): «أعظمُ شاعرٍ غنائيٍّ فرنسيّ، وواحدٌ مِن أعظمِ الشعراءِ على مرِّ العُصور».
خِلال 83 عامًا عاشَها هيغو بِمختلفِ تفاصِيلها (هيغو مولودٌ في عامِ 1802)، لمْ يترِك، وَلا مرّة، حقبةَ العصرِ الفرنسيّ الوسيط، ذلِك العصرُ الذي فعلَ كلَّ شيءٍ، وقالَ كلَّ شيْء. القرنانِ الخامسُ عشَر والسادسُ عشَر حاضِران بقوّة في كثيرٍ مِن أعمالِه، خصوصًا، طبْعًا، وعلى وجهِ التحْديد، في «أحدبُ نوتردام»، روايتِه الأشهرِ، ربّما، (أوْ على الأقلّ هَذا رأْيي الشخصيّ).
في بحثهِ المَوسوم «سرديةُ المكانِ التاريخيّ وفاعليتُه في روايةِ «نوتردام دي باريس» لِفيكتور هيغو» (يُكتَب هيجو وهيغو، ويُكتَب هوغو وهوجو)، المنشورِ في مجلةِ «جامعةُ النّجاح للأبحاثِ (العلومُ الإنسانيّة) المجلّد 33، (12)، 2019، يرى الباحثُ الجزائريُّ بغدادُ عبدالرّحمن، أن فيكتور هيغو «يكادُ يكونُ مِن أكثرِ الأدباءِ الفرنسيينَ المحدثينَ ارتباطًا بظروفِ العُصور الوِسطى، واندماجًا بمكوّناته، فتصويرُه للأماكنِ يكادُ يُشبه رحلةً سياحيةً عبرَ الشوارعِ الباريسيةِ للقرنِ الخامسِ عشَر».

سرديةُ الأمْكنِة..
يُعد فكتور هيغو (أوْ بالطريقةِ التي تروْنها مُناسِبة: هوغو، هيغو، هوجو) واحدًا من الروائيينَ الفرنسيينَ الذين اهتمّوا بـِ»المَكان» اهتمامًا واضحًا في رواياتهم، ابتداءً من «بوغ جرغال/Bug-Jargal» (1819)، وانتهاءً بآخرِها: «ثلاث وتسعون/ Quatrevingt-treize» (1874)، حيثُ لا نكادُ نجدُ روايةً من رواياتِه التسْع إلّا وعالجَ فيها أحدَ أنواعِ المكانِ، بصورةٍ أوْ بأُخْرى. فروايتُه «بوغ جرغال» اتّخذت من مدينةِ (سانتو دومينغو) Saint-Domingue في هاييتي Haïti خلفيةً لَها، مصوّرِةً صراع العرقيْن الأبيضِ والأسوَد، وصراعِ الطّبقات. أمّا رِواية «هان إيسلندا» (1825) Han d>Islande فقد اتّخذت مِن منطقةِ تروندهيم Trondheim في النّرويج Norvège مسرحًا لِتمثيل عقوبةِ الإعدامِ، وتصويرِ حالةِ فقرِ عُمّال المناجمِ فِيها. في حِين ركّزت روايةُ «آخرُ يومٍ للمحكومِ عليهِ بالإعْدام» (1829)Le Dernier Jour d>un condamné على شابٍ ظلَّ يعيشُ مَع فكرةِ الموْتِ داخلَ زنزانتِه، وهو يسرِدُ ظروفَ محاكمتِه والحكمِ بإعدامِه.
كَما لا تكادُ تخْلو واحدةً من رواياتِهِ الباقيةِ من تناولٍ دقيقٍ ومفصّل لِلمكان، فروايةُ «كلاود غيو» (1834)/ Claude Gueux المستوحاةُ من أحداثٍ واقعيّة، ركّزت على قاتلٍ تمّ إعدامُه في فرنْسا. ورواياتُه: «البُؤساء» (1862) (بعضُهم يكْتبها البائِسون)Les Misérables ، و»عمّالُ البحْر» (1866) la mer Les Travailleurs de، و»الرجلُ الذي يضحَك» (1869) L>Homme qui rit اختّصت بتناولِها لأماكنَ مِثل: باريس والبحْرِ وإنْكلترا، وغيرِها.
إنَّ الوصفَ الروائيَّ لفصولِ رواية «نوتردام دي باريس» وأحداثِها يجوبُ «سماتٍ مُتباينةٍ لأمكنةٍ مختلفةٍ مِن حيثِ الاتساعِ والضّيق، أوْ مِن حيثِ الانفتاحِ والانْغلاق. أمنكةٌ رافقتْ شخصيات الروايةِ الرئيسيةِ في دورةِ حياتِها داخلَ المتنِ الروائيّ، بلْ واحتوَت على رموزٍ لم تستطعْ اللغةُ المباشرةُ أنْ تَنْقلها بكلِّ قوّتِها ودلالتِها» (عبدالرّحمن، مجلةُ جامعةِ النّجاح، المجلّد 33، 2019).
الأمكنةُ عندَ هيغو تقدّم سرديّتها بإسهابٍ يتحوّل عبرَ أسلوبيةِ الكاتبِ، إلى جزءٍ لا يتجزّأ من سيرورةِ العملِ وفصولِه ومفاصلِه.
في سياقِ ذلك، وخلالَ إبحارِه الحيويّ العنيدِ وصفًا لِهذا المكانِ أوْ ذَاك، يُظهِرُ هيغو حِرصًا لافِتًا على عدمِ وقوعِ وصفِه هذا، في سكونيةٍ قدْ تُؤدّي إلى إصابةِ المتلقّي بِالمللِ، أوْ تسبّب لهُ شتاتًا داخلَ فعاليّات هذا التلقّي ومجسّاتِهِ وجَدواه.
يَرى الفيلسوفُ والناقدُ الفرنسيُّ غاستون باشلار (1884 ـ 1962) أنَّ المكانَ هُو «مركزُ اجتذابٍ دائِم» يَظهرُ فيهِ واضحًا «تحيُّز الخَيال». هذا، تمامًا، ما حَدثَ مع هيغو، وَما أرادَ لَهُ أنْ يحدثَ مَعنا.
في سياقٍ متّصل، يذهبُ كثيرٌ مِن الدّارِسين إلى اعتبارِ المكانِ Lieu «وعاءً للحدثِ وللشّخصية»، ويتحدّثون عن وظيفتِه المتعلّقة بتحديدِ مظاهرِ الحياةِ التي تعيشُها الشَّخصيات. إنّه، برأيهِم: «مسرحُ الأحداثِ التي تنْمو مسيرتُها ضمنَ إِطارٍ مُحدّد».
لِلمكانِ، إلى ذلك، حظوةٌ حضريّةٌ، وبُعدٌ اجتماعيٌّ مُهم، لِما يحتوي عليهِ مِن خُلاصة التّفاعل بينَ الإنسانِ ومجتمعِه، وكأيّ نَتاجٍ اجتماعيٍّ آخَر؛ يحملُ المكانُ «جزءًا من أخلاقيةِ ساكنِيهِ وأفكارِهِم ووعْيِهم».
ربّما من أجلِ كلِّ ذلكَ وغيرِه، غاصَ هيغو في الأمكنةِ، قاطِعًا خِلال غوصِه هذا، قرونَ في الزّمن، من دون أن يُشعركَ أنّه ابتعدَ، أوْ أنّ الدقّة خانَته.

عِمارةُ نوتردام..
مَع إقرارِنا، أعْلاه، أنّ المكانَ اقتطعَ لِنفسِه ولسرديّتِه، مساحةً أساسيةً مِن جلِّ أعمالِ هيغو، إلا أنّ رائعتَه «أحدبُ نوتردام» (كما أرادتْ الترجمةُ العربيّةُ لِلعُنوانِ. أو نوتردام دي باريس De Paris Notre-Dame، كما هُو أصلُ عنوانِها)، تحْتفي بِالمكانِ وعِمارتِه وتاريخِ حِجارِته، ومرجعياتِ عِمارتهِ، وأسماءِ المهندسينَ المعماريينَ الذين صمّموا الكاتدرائيّة، على سبيل المِثال، أو القصرِ، أو السّاحة، أوْ البَهْوِ الكَبير، كَما لمْ تفعلْ روايةً أُخرى من رِواياته.
ثمّ بعدَ كلِّ هذا الإبْحارِ داخلَ الأمكنةِ في روايتِهِ هذه، يتفرّغ أكثرُ ثمّ أكثَر، لِعِمارةِ كاتدرائيّة نوتردام التي احتلّ وصفُها حجرًا حجرًا، وتفصيلةً تفصيلَة، وحقبةً حِقْبة، ستّ صفحاتٍ كاملةٍ من صفحاتِ الرواية الـ(412) كما في طبعةِ المركزِ الثقافيّ العربيّ (الدّار البيضاء) ودارِ العلمِ لِلملايين (بيروت) في العام 2007، التي نقلها إلى العربيةِ في هذه الطّبعةِ رمضان لاوند.
من صفحة (109)، وحتى الصفحة (115)، وفي فصلٍ حملَ عُنوان «نوتردام»، يُشبِع هيغو المكانَ وصفًا، مستهلًّا بِالقول: «لا شكَّ أنّ كنيسةَ «نوتردام دي باري» لا تزالُ حتّى اليوْم بِناءً جليلًا بالغَ الرّوعة. وَمَهْما يكُن احتفاظُها بجمالِها وهيَ تَهْرَم، فإنّ مِن الصّعب ألّا نتنهّد، ونثورُ ناقِمين، أمامَ الانهياراتِ والتشوّهات الكثيرةِ التي سبّبها الناسُ والأيامُ، عَلى التّوالي، لِهذا الأثرِ الوَقور، منتهكينَ حُرمةِ شارلمان واضِع حجرِها الأوّل، وفيليب أوغست واضِع حجرِها الأخِير».
ثمّ ينطلقُ في (ماراثونِ) وصفٍ شغوفٍ لِلكاتدرائيّة المكتوبِ في صفحةِ إحدى ملِكاتِ فرنسا فوقَ خَدِّ حجرٍ مِن حجارتِها، وبِما يُشبه النّدبةِ المكتوبةِ باللاتينيّة: «الأيامُ عمياءُ والناسُ حمْقى».
يبداُ وصفَه بِالواجهةِ الأماميّة: الأبوابُ الثلاثةُ ذواتُ الحَنايا. السلسلةُ المطرّزةُ المُسنّنةُ المكوّنةُ مِن 28 كوّةً ملكيةً غيرَ نافِذةٍ. الوردةُ المركزيّةُ الضّخمة التي برزَت مِنها نافِذتاها الجانبيّتان، كَما يكونُ الكاهِن من الشّمّاس ومساعدِ الشّمّاس. الرواقُ الدقيقُ العالِي لِلقناطرِ الصّغيرة.
بعدَ انتهائِه من وصفِ واجهةِ الكاتدرائيّة، يعقّب هوغو بِالقول: «مَا نقولُه عنْ واجهةِ الكنيسَة، يجبُ أنْ يُقال عَن الكنيسةِ كلِّها. وَما نقولُه عَن كاتردائيةِ بَاريس يجِب أنْ يُقال عَن كلِّ الكنائسِ المسيحيةِ في القرونِ الوسْطى».
من دون إطالةٍ عليكُم، لا يُبقي صاحبُ «أحدبُ نوتردام» مللميترًا من مساحةِ الإرثِ الكنسيّ المِعماريّ العريقِ الباهِر، إلّا ويحدبُ عليهِ وصفًا وحصرَ تاريخٍ ورصدَ تغيّراتٍ أوْ تحوّلات.
الأعْمِدَة. الأبْراج. تناغمُ الأجْزاء. سيمفونيةُ العلاقاتِ العِمرانيّة فيها. صحنُ الكَنيسة. الهيكلُ الداخليّ.
ولا يتردّدُ الكاتبُ في تناولِ التخريبِ الذي طاولَ (نوتردام) تناولًا منهجيًّا مفصّلًا، مارًّا على أهمِ معالِمه، مبيّنًا أسبابَه: الأيّام، الثوراتُ والحروبُ السياسيةُ والدينيّة، وطُرزُ الحياةِ التي تزداد، بحسبِه، رعونةً وغِلظةَ طبْع.
مِن العِمارةِ الرومانيّة، مرورًا بالقوطيّة (وردتْ في نسخةِ المركز العربي ودارِ العلْم بـ الغوطيّة)، وصولًا إلى الساكسونيّة «لم يعُد هذا البِناءُ بناءً نموذجيًّا، بَل انتقاليٌّ». (الرواية، صفحة 113).
حول هذه التحوّلات والانتقالاتِ المِعماريّة، يستشهِدُ هيجو بِما فعلهُ المِعماريُّ الساكسونيّ الذي استبدلَ التيجانَ الرومانيةَ العريضةَ بـ»الحنيّة» الرابضةِ فوقَ أعمدةِ صحنِ الكنيسة. ثمّ ما يلبثُ أنْ يقولَ: «أصبحتْ الحنيّة في القرنِ التاسعِ عشَر، سيدةَ الموْقف».
«الانحرافاتُ الفوضويةُ الرّائعة لِعصرِ النّهضة»، تلكَ الانحرافاتُ التي قطعتْ مِن فنِّ البِناء الهندسيّ «لَحمَهُ الحَيّ» وهاجَمت «هيكَلَه العَظميّ»، كانت في المجالِ السرديّ الذي خاضتْ الروايةُ، في فضائِها المِعماريّ، تفاصيلَه.

حريقٌ يُعيدُ البَريق..
مِن المُفارقاتِ اللافتةِ لـ»أحدبُ نوتردام» إحْدى روائعِ الأدبِ العالميّ، أنّ الحريقَ الذي كادَ في 15 نيسان/ إبريل 2015 يلتهمُ كاتدرائيةَ باريس وعروسَتَها الباقِية، أعادَ لَها البَريق (حريقٌ يُعيدُ البَريق).
فَمع تَنامي الدّعوات مِن فرنسا وكلِّ أصقاعِ الأرضِ، بعدَ الحَريق، للتبرّعِ مِن أجلِ إعادةِ بنائِها وترميمِها، كَتبَ الروائيُّ والمفكرُ الفرنسيُّ أوليفييه بوريول، على مدوّنته العبارةَ الآتِية: «فيكتور هيغو يشكرُ كلَّ المتبرعينِ لِنوتردام، ويرْجو أنْ يفْعلوا ذاتَ الشّيء مع البُؤساء».
تحْتَ عِنوانِ «أحدبُ نوتردام.. رائعةٌ يُعيد العالمُ قراءَتها على وقْعِ الحَريق»، يكتبُ المسرحيُّ التونسيُّ حكيمُ مرزوقيّ، الذي أقامَ طويلًا في سورية، في مقالِ نشرتهُ لَه صحيفةُ «العرب» بِتاريخ 20 نيسان/ أبريل 2015: «هكذا، وفورَ حدوثِ كارثةِ الحريقِ الذي طالِ المَعْلَم الشّهير، حضرَ بقوّةٍ في أذهانِ العالَم، فيكتور هيغو الكاتبُ الأكثرُ شهرةً واقترانًا بكاتدرائيّةِ نوتردام في تاريخِ فَرنسا. ونهضتْ أطيافُ شخصياتِ روايةِ «نوتردام دي باري» الشهيرةِ حسبَ النسخةِ الفرنسيةِ الأصليّة، التي تحوّلت في الترجمتيْن العربيةِ والإنكليزيةِ إلى «أحدبُ نوتردام». نهضتْ هذهِ الأطيافُ مِن ركامِ الرّماد في تلكَ الليلةِ المشْؤومة، ممّا جعلَ الشاعرةَ والمخرجةَ المسرحيةَ السوريةَ، سوزان علي، تكتبُ مسْتحضِرةً بطليّ الرواية، الأحدبَ كوازيمودو، والغجريةَ أزميرالدا، لِتقول «الأجراسَ الأجراسَ يا كوازيمودو.. بينَ ألسنةِ النّيران المتصاعدةِ والدّخان وعدساتِ المصوّرين والجُموع، أزميرالدا كانت ترقُص.
كوازيمودو بينَ الجموعِ يلاحقُ جسدَها بعينِه الوَحيدة، وهوغو يَرانا جميعَنا الآنَ ويفكّر بروايةٍ جَديدة».
مرزوقيّ يستنتجُ من هذهِ المُفارقةِ أنْ لا فضاءً معماريًّا تعلّقَ بفضاءٍ تخيليّ، «قدْر تعلّق «أحدبُ نوتردام» بِكنيسة نوتردام، إذْ سقطَ مِن سجلِ ذاكرةِ هذا المكانِ الذي يضمّ إكليلَ الشّوك الذي ألْبسَه الرّومان لِلمسيح، أسماءَ القساوسةِ والملوكِ، وغيرهِم مِن شخصياتٍ فاعلةٍ في التّاريخ، لِيبقى فيكتور هيغو، سيّد مَن أثَّثَ هذا الفضاءَ وباحتَه الخارجيةَ بأحداثِ روايةٍ تحبِس الأنفاسَ وتُتَرْجَمُ إلى مختلفِ لُغاتِ العالَم، وتُقتَبَسُ مِنها أفلامٌ سينمائيةٌ وكرتونيةٌ في دَراما تجمعُ بينَ بناءينِ شديدَيّ المَتانةِ والإدْهاش: أحْدب نوتردام وكنيسةِ نوتردام».
حولَ الحريقِ الذي أعادَ البَريق، يعلّق المفكّرُ والروائيُّ السوريُّ، خيري الذهبيّ، قائلًا: «عظمةُ الأدبِ تتجلّى الآن، فكلّما ذكرتَ حريقَ نوتردام، يقفزُ أمامَك اسمُ روايةِ فيكتور هيغو الرائعةِ «أحدب نوتردام»، بَل ربّما كانتْ الروايةُ أشهرَ مِن الكاتدرائيةِ نفسِها».

دَراما أحدَبيّة..
في عام 1923، صدرَ الفيلمُ الرومانسيُّ الأميركيُّ الصامتُ «أحدبُ نوتردام» من إخراجِ والاس ورسلي، وأدّى دورَ كوازيمودو الممثلُ لون تشاني. في عام 1939، ظهرتْ النسخةُ الأميركيةُ الثانيةُ مِن «أحدبُ نوتردام» من إخراجِ ويليام ديتريل، وأدّى دورَ كوازيمودو الشخصيةَ الرئيسيةَ تشارلز لوغتون، وأدّت دورَ أزميرالدا الممثلةُ ورين أوهارا، وترشّح الفيلمُ لجائزتيّ أوسْكار لأفضلِ صوتٍ، وأفضلِ مُوسيقى.
في عام 1956، جاءَ أوّلُ فيلمٍ ملوَّنٍ مِن تجاربِ «أحدبُ نوتردام»، إخْراج جان ديلانوي، وتمثيلُ الأميركيِّ أنطوني كوين، والإيطاليةِ جينا لولوبريجيدا.
في عام 1982، عرضَ الفيلمُ التلفزيونيُّ البريطانيُّ الأميركيُّ «أحدب نوتردام» من إخراجِ مايكل توشنر، وألَان هيوم، وتمثيلِ أنتوني هوبكنز، وديريك جاكوبي، وليزلي آن داون، وجون جيلغود.
في عام 1996، دخلَت بقوّةٍ رواية هيغو في حقلِ الرسومِ المتحرِّكة، حين أنتجتْ شركةُ والت ديزني فيلمَ «أحدب نوتردام»، من إخراجِ كيرك وايز، وجاري تروسديل، مُخرِجا «الجميلةُ والوحْش»، وأدّى أصواتَ الشخصياتِ توم هولس، ديمي مور، كيفين كلاين، بول كانديل، جاسون ألكساندر، تشارلز كيمبرو، ديفيد أوجدين ستيرز، توني جاي، وماري ويكيس.
في العامِ المُوالي (1997)، عادَ الممثلونَ والمخرجونَ إلى شغفهِم بتقديمِ محاولةٍ جديدَة، في فيلمٍ تلفزيونيٍّ نيوزيلنديٍّ اكْتفى فقَط بِعنوان «الأحْدب»، من إخراجِ بيتر ميداك، بمشاركةِ ريتشارد هاريس في دورِ كلود فرولو، وسلمى حايك في دورِ أزميرالدا، وماندي باتينكين في دورِ كوازيمودو.

شُعاعُ هيغو..
بعدَ 136 عامًا على رحيلِه في مثلِ هذا اليوْم، لا يزالُ الشّعاعُ الذي أنارَه هيغو في مسرحياتِه وشعرِه ورواياتِه ومواقِفه ورومانسيتِه الوديعَة، يتوهّجُ في أرواحِ المعذّبينَ في الأرضِ. يخلخلُ قواعدَ الاشتباكِ مع الظّلم والظّالِمين كيْ لا يظلّوا في كلِّ مرّةٍ هُم الرابِحون. كيْ يتوقّف الكتّابُ (كَما هُوَ حالُ بُطرس جونجوار في الرواية) عَن الاسترزاقِ بإبداعِهِم عندَ أبوابِ السّلاطين. قبسٌ مِن نورٍ قدْ يُجدي نفعًا مَع باريس التائهةِ منذُ زمنٍ عن نورِها ونبيذِ فرادَتِها. قدْ يجعلُ الديمقراطياتِ (الانتقائيّة) تعودُ إلى رُشْدِها، وترى الحقَّ عموميّ المَدى لا عنصريَّ المَلامِح. فيصبحُ حقُّ فلسطينَ بشعبِها الأصليّ، على سبيلِ المِثال، وفي السياقِ نفسِه، حقُّ شعبِها الحقيقيّ بمدنِهِ التاريخيّة، لا يَقِلّ وجاهةً ووجوبيةً وصفةَ عاجلٍ، عن حقِّ (الغِلْمانِ) بِالمِثْليّة، والحيتانِ بالعيشةِ الهَنيّة.
رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=66639
عدد المشـاهدات 4237   تاريخ الإضافـة 03/06/2021 - 10:12   آخـر تحديـث 27/03/2024 - 16:37   رقم المحتـوى 66639
محتـويات مشـابهة
اثر ثقافة العصر في الفهم الحضاري للقران: كروية الارض انموذجاً
صدر حديثاَ كتاب للصحفية إنعام العطيوي بعنوان (معوقات التنمية الاجتماعية) تطرح فيه نموذجاً للتنمية في العراق بعد عام ٢٠٠٣
فايروسات الحضارة الغربية .. «الجندرة» نموذجاً
كاترين هاشم: الرقص التعبيري يعد انموذجاً مثالياً للمسرح المعاصر
الكتابة والمسؤولية.. الجواهري إنموذجاً

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا